کد مطلب:109752 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:239

خطبه 034-پیکار با مردم شام











ومن خطبة له علیه السلام

فی استنفار الناس إلی الشام بعد فراغه من أمر الخوارج

وفیها یتأفف بالناس، وینصح لهم بطریق السداد

أُفٍّ لَكُمْ ! لَقَدْ سَئِمْتُ عِتَابَكُمْ! أَرَضِیتُمْ بِالْحَیَاةِ الدُّنْیَا مِنَ الْآخِرَةِ عِوَضاً؟ وَبِالذُّلِّ مِنَ الْعِزِّ خَلَفاً؟ إِذَا دَعَوْتُكُمْ إِلَی جِهَادِ عَدُوِّكُمْ دَارَتْ أَعْیُنُكُمْ، كَأَنَّكُمْ مِنَ الْمَوْتِ فِی غَمْرَةٍ، وَمِنَ الذُّهُولِ فی سَكْرَةٍ، یُرْتَجُ عَلَیْكُمْ حَوَارِی فَتَعْمَهُونَ، فَكَأَنَّ قُلُوبَكُمْ مَأْلُوسَةٌ، فَأَنْتُمْ لاَ تَعْقِلُونَ. مَا أَنْتُمْ لی بِثِقَةٍ سَجِیسَ اللَّیَالی، وَمَا أَنْتُمْ بِرُكْنٍ یُمَالُ بِكُمْ، وَلاَ زَوَافِرُ عِزٍّ یُفْتَقَرُ إِلَیْكُمْ. مَا أَنْتُمْ إِلاَّ كَإِبِل ضَلَّ رُعَاتُهَا، فَكُلَّمَا جُمِعَتْ مِنْ جَانِبٍ انْتَشَرَتْ مِن آخَرَ، لَبِئْسَ ـ لَعَمْرُ اللهِ ـ سُعْرُ نَارِ الْحَرْبِ أَنْتُمْ! تُكَادُونَ وَلاَ تَكِیدُونَ، وَتُنْتَقَصُ أَطْرَافُكُمْ فَلاَ تَمْتَعِضُونَ; لاَ یُنَامُ عَنْكُمْ وَأَنْتُمْ فی غَفْلَةٍٍٍ سَاهُونَ، غُلِبَ وَاللهِ الْمُتَخَاذِلُونَ! وَأیْمُ اللهِ إِنِّی لْأَظُنُّ بِكُمْ أنْ لَوْ حَمِسَ الْوَغَی، وَاسْتَحَرَّ الْمَوْتُ، قَدِ انْفَرَجْتُمْ عَنِ ابْنِ أَبِی طَالِبٍ انْفِرَاجَ الرَّأْسِ. وَاللهِ إِنَّ امْرَأً یُمَكِّنُ عَدُوَّهُ مِنْ نَفْسِهِ یَعْرُقُ لَحْمَهُ، وَیَهْشِمُ عَظْمَهُ، وَیَفْرِی جِلْدَهُ، لَعَظِیمٌ عَجْزُهُ، ضَعِیفٌ ماضُمَّتْ عَلَیْهِ جَوَانِحُ صَدْرِهِ. أَنْتَ فَكُنْ ذَاكَ إِنْ شِئْتَ،فَأَمَّاأَنَا فَوَاللهِ دُونَ أَنْ أُعْطِیَ ذلِكَ ضَرْبٌ بِالْمَشْرَفِیَّةِ تَطِیرُ مِنْهُ فَرَاشُ الْهَامِ، وَتَطِیحُ السَّوَاعِدُ وَالْأَقْدَامُ، وَیَفْعَلُ اللهُ بَعْدَ ذلِكَ مَا یَشَاءُ.

طریق السداد

أَیُّهَا النَّاسُ! إِنَّ لِی عَلَیْكُمْ حَقّاً، وَلَكُمْ عَلَیَّ حَقٌّ: فَأَمَّا حَقُّكُمْ عَلَیَّ: فَالنَّصِیحَةُ لَكُمْ، وَتَوْفِیرُ فَیْئِكُمْ عَلَیْكُمْ، وَتَعْلِیمُكُمْ كَیْلا تَجْهَلُوا، وَتَأْدِیبُكُمْ كَیْما تَعْلَمُوا. وَأَمَّا حَقِّی عَلَیْكُمْ فَالوَفَاءُ بِالبَیْعَةِ، وَالنَّصِیحَةُ فی الْمَشْهَدِ وَالْمَغِیبِ، وَالْإِجَابَةُ حِینَ أَدْعُوكُمْ، وَالطَّاعَةُ حِینَ آمُرُكُمْ.